[center]لا أعلم كيف أبدأ حديثي من عظم مكانتها
لا أعلم أي حروف أسطر توفيها حقها
مهما قلت فهو قليل
ومهما زدت فلن أوفيها
:
لكن أبدأ بصورة للبر ومهما وصل برنا بأمهاتنا وآبائنا فاننا لن نوفيهم حقهم
رجل يماني يطوف بالبيت، يحمل أمه العجوز على ظهره، ويطوف بها بالبيت، من منا يفعل هذا؟ ومن منا يتصور هذا قبل أن يفعله؟ يحمل أمه على ظهره ثم يطوف حول البيت، هل وصلنا بالبر إلى هذا المستوى؟ هل وصلنا بطاعة الوالدين وحبهما إلى هذه الدرجة؟ يحملها على ظهره فيطوف بالبيت، فيرى ابن عمر ذلك الرجل الصحابي الفقيه، فقال له: [يا يابن عمر ! أتراني جزيتها؟ -تراني بهذا الفعل جزيت حق أمي وأرجعت لها الحقوق- فقال له ذلك الرجل العالم ابن عمر : لا. ولا بزفرة من زفراتها ]، ولا بطلقة من طلقاتها حين وضعتك من بطنها.
ياللـــــــــه يحملها على ظهر ويطوف بها وبعضنا لا يتحمل ان يجلس معها ساعه ..
وبعضنا يحد النظر اليها ..
وبعضنا يسخر منها ..
وبعضنا ينهرها ..
الا من رحم ربي
قال تعالى : [فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا ]
وقد روى "المأمون" أنه لم يرى أحد أبر من "الفضلبن يحي" بأبيه،
فقد كان أبوه لا يتوضأ إلا بماء ساخن، فلما دخلا السجن منعهما السجان من
إدخال الحطب... في ليلة باردة فلما نام أبوه قام الفضل وأخذإناء الماءوأدناه من
المصباح فلم يزل قائماً به حتى طلع الفجر، فقام أبوه فصب عليه الماءالدافئ،
فلما كانت الليلة الأخرى أخفى السجان المصباح فقام الفضل فأخذ الإناء فأدخله
تحت ثيابه ووضعه على بطنه حتى يدفأ بحرارة بطنه متحملاً بذلك برودة الماءوالجو
.ღ. . ـــ .
وما أكثر صور العقوق في زماننا هذا.. وكأن الناس أصبحت تستهين بهذا الامر..
ولا تعلم مدى العقوبه المترتبة على العقوق..
قصه تدمي القلب وتدمع العين من قسوة أبناء اليوم.. وتفضيل الزوجه على الام..
الام التي ربت وتعبت وسهرت..الام التي تجوع لتطعمنا .. وتسهر لننام..
وتتألم لألمنا وتود لو ان كل مكروه يصيبها هي لا وليدها..
فهذه قصة يرويها أحد بائعي المجوهرات، يقول: دخل عليَّ في المحل رجل ومعه زوجته،
وخلفه أمه العجوز تحمل ولده الصغير، أربعة دخلوا في المحل، يقول: وأخذت زوجته
تشتري من المحل، وتشتري من الذهب، وتأخذ من المجوهرات، ثم قال له هذا الرجل للبائع:
كم حسابك؟ فقال له : عشرون ألف ريال ومائة، فقال هذا الرجل: ومن أين جاءت هذه المائة؟
نحن حسبناها عشرين ألف، من أين هذه المائة ريال؟ من أين جاءت؟ قال: أمك العجوز
اشترت خاتماً بمائة ريال، قال: أين هذا الخاتم؟ قال: هو ذا، فأخذ ابنها الخاتم ثم رماه إلى البائع،
وقال: العجائز ليس لهن الذهب، ثم لما سمعت العجوز تلك الكلمات، بكت وذهبت إلى السيارة،
فقالت زوجته: يا فلان! ماذا فعلت؟ لعلها لا تحمل ابنك بعد هذا.
لعلها لا تحمل لنا الابن، كأنها أصبحت خادمة، فعاتبه بائع المجوهرات، ثم ذهب إلى السيارة،
وقال لأمه: خذي الخاتم إن كنت تريدين، خذي هذا الذهب إن أردتيه، فقالت أمه:
لا والله لا أريد الذهب، ولا أريد الخاتم، ولكني أردت أن أفرح بالعيد كما يفرح الناس،
فقتلت سعادتي فسامحك الله، فسامحك الله:
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء:23]
أيها الابن لا تفضل زوجتك على أمك مهما كان فهي من حملتك في بطنها
فهي من سهرت عليك لتكبر
وهي من فرحت لفرحك
وحزنت لحزنك
أيتها الزوجه اتقي الله في أم زوجك واحذري غضب الرب
اتقي الله ولا تفسدي بينها وبين ابنها
اتقي الله فالدنيا لا تدوم لأحد .. وغداَ ستكونين بمكانها
والجزاء من جنس العمل ..