اعلم أخا الإسلام أن السماحة طيب في النفوس وانشراح في الصدر
لا عن كظم وضيق ومصابرة وهي دليل على صلاح
القلب والسر والباطن . بيد أن السماحة لا تنال على إلا جسر من الكظم
والمصابرة, فإذا تمكن العبد من المرورعلى متنه أفضى إلى
أبواب السّماحة بعون الله وتوفيقه.
قال تعالى في معرض مدح المؤمنين : ( الذين ينفقون
في السراءوالضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس
والله يحب المحسنين ).
وقال تعالى : ( وإذا ما غضبوا هم
يغفرون )
.
قال صلى الله عليه وسلم
من كظم
غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق
حتى يخيره من أي الحور العين يزوجه منها
ماشاء
)
2- العفو والصفح :
متى شهدت أيها العبد السمح فضل ذلك وذقت حلاوته وعزته , فانك لن تعدل
عنه .
وأعلم أيدك
الله بروحمنه أنه لن يعدل عن ذلك إلا من طمس الله على
قلبه ,
وأغشى بصره
وبصيرته , وكيف تعدل عن مدارج
العز إلى درك الذل . أعاذنا الله وإياك
منه
.
ولقد علم عقلاء البشر بالتجربة والمشاهدة والوجود أن العبد
إذاأنتقم لنفسه ذل وزل , وفي الصفح والعفو من
الحلاوةوالطمأنينة
والسكينة ,
وشرف النفس
وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام ما ليس شي منه في
المقابلةوالانتقام . قال صلى الله عليه وسلم : ( ما نقصت صدقة من مال , وما
زادالله عبدا بعفو إلا عزاً وما تواضع أحد لله
إلارفعه ) .
3)-
رجاءما عند الله وحسن الظن
به
:
الرجاء ضروري للمسلم السالك , فإنه دائر بين
ذنب يرجو غفرانه , وعيب يرجو صلاحه وعمل صالح يرجو
قبوله ,
واستقامة يرجوحصولها ودوامها , وقرب من الله ومنزلة عند ه يرجو
وصوله إليها
.
ومن كان يرجو ما عند الله وضع عن عباد الله وتجاوز عنهم ,
لأن الله لن يضيع أجر المحسنين .
قال صلى الله عليه وسلم : (( أن رجلاً لم يعمل
خيراً قط وكان يداين الناس فيقول لرسوله: خذ ما تيسر وأترك ما
عسروتجاوز لعل الله يتجاوز عنا ,
فلماهلك قال الله : هل عملت خير قط ؟ قال : لا , إلا إنه كان لي غلام وكنت
أداين الناس
,
فإذا بعثته يتقاضى و قلت له : خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل
الله أن يتجاوز عنا . قال الله : قد تجاوزت
عنك )).
أسال الله ان يرزقناالسماحة وأن يرحمنا
برحمته